صورتهم الحقيقيّة)) (?) .
والملاحِظ في هذه الفوائد يجد أنّ الشّيخ قد أشار إلى أمورٍ كانت من أمراض المسلمين يُعاني منها المجتمع الإسلامي، كاعتقاد بعضِهم أنّ ترك نظافةِ البدن والتّقشف في المأكل والملبس من متطلَّبات الولاية في الدِّين، فيظلّ الإنسانُ عمرَه لا يغتسل ولا ينظِّف ملابِسَه لكي يستكمل شروطَ الولاية فيحظى بها. كما أشار في تعليقه إلى الطّرق الصّوفية التي كانت يومئذ في ذروة نَشاطها وَأَوْجِ قوّتها، وقد جاءت إشارةُ الشّيخ إليها مشوبةً بالحذر والتّحفظ فاكتفى بقوله: "ليس من ضروريّات الدّين" (?) وهذا تلميح منه إلى أنّ تركها والاستغناءَ بما جاء في حديث جبريل كافٍ في الحصول على ولاية الله للعبد ولا ضرورةَ إلى الإحداث في دين الله ما لم يَأذن به الله.
كما أشارَ الشّيخ إلى ضرورة تعليم النّاس دينَهم، وأنّ الدِّين لا يُعلم إلاّ بالتّعلّم وأنّ من طرق التّعلّم سؤالَ من لا يَعلم، وقد كان أجلّ همّ الصوفيّة في تلك المجتمعات الاكتفاءَ في الغالب بشحن أذهان أتباعها بِقِصَصِ كَرامات أوليائها حَتّى أصبحتْ كلّ طريقة تُنافس نظيراتها في تمجيد من تنتسب إليه وتفضيله على غيره مما كان سبباً لارتفاع نسبة الجهل بالإسلام بين شريحةٍ واسعةٍ في المجتمع. كما حذّر الشّيخ العلماءَ من مغبّة القول على الله بلا علم.... وغير ذلك مما يَلمحه القارئ من خلال سطور هذا التّعليق الوجيز المليء بالفوائد والتّنبيهات.