فكيف إذا كنت كل يوم تطلب الهداية، ولا تأتي الهداية، لأنك لا تقصد ما تقوله، لسانك يطلب، وقلبك لا يطلب، فاللسان ترجمان القلب، فإذا طلب الإنسان، ولم يطلب القلب، إذاً أصبح اللسان كذاب، ولا يستجاب لدعائه، ليس أهل التبليغ، يقولون لك: أُخرج 40 يوم، ولكن أنت تطلب يا الله أخرجني.
تقول اهدني، كيف هي هداية موسى؟ كم تعب موسي - عليه السلام - فيا الله إجعلني أُضَحِّي كما ضَحَوْا، فأنت كل يوم تطلب من الله جهد الدعوة.
كل يوم المسلم يطلب من الله جهد الدعوة وعندما تأتي تُشَكِّلُه يهرب، فهو يطلب شيئا يهرب منه، يطلب شيئا ولا يحبه، فمطلوبك ما أصبح محبوبك، مطلوبك الهداية، ومحبوبك الذهب، تضحك على الله، لسانك يقول يا الله اهدنا ولكن فقط مجاملة، المطلوب على اللسان الهداية، والمحبوب في القلب هي الدنيا.
ليس {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} صراط كصراطهم ولكن بلا (ك)، بل مطابقة كأنه هو، كيف حياتنا تطابق حياتهم وفكرنا يطابق فكرهم وهذا أقوى تشبيه، تشيبه المطابقة، فهذا أعظم مقصد، وأعظم مطلب، وأعظم ما نرجوه طَمَعَنَا ربنا فيه، وقال اطمعوا فيه، واطلبوه بحق أُعطيه لكم، طلب الصحابة بحق فليس هناك صحابي ضال، بل كمّل الله هدايتهم، ونحن كل يوم نقول {اهدِنَا} ولم يعطينا، فالكريم يعطي فكيف إذا ألْحَحْت عليه بالدعاء، لوهناك غني وأنت فقير وطلبت منه ألف ريال، وهوعنده مليارات من الريالات، وهو كريم جدا، فهو أغنى واحد، وأكرم واحد، وأنت كل يوم تطلب منه هذه الألف ريال، ولم يعطك فهل يبقى كريم؟ كلا فقد صار بخيلا، ولله المثل الأعلى الذي عنده خزائن الهداية وكل يوم 17 مرة على الأقل في الركعات المفروضة تقول {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} فما السبب أنّ الله لا يعطينا؟ لأنه ما عندك صدق في الطلب، مثالك مثال: الفقير