قف مع هذه الآية: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فأول هدايتك من البشر هم الأنبياء والرسل، فيجب النظر في حياتهم، فانظر في حياة إبراهيم - عليه السلام -، قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنّهُ كَانَ صِدّيقاً نّبِيّا ً} (?). هذا الذي ربنا هداه، أقول يا رب! أنا أريد حياة مثل حياة إبراهيم - عليه السلام -، الحياة المملوءة بتقديم التضحيات من أجل الله تبارك وتعالي، أُلقي في النار من أجل الله تعالي، {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ ً} (?) 00 ترك زوجه في الصحراء من أجل الله ... قصصه كثيرة في القرآن تبين تضحيات إبراهيم من أجل هداية البشرية 00فكل يوم أنت تطلب بنفسك يا الله أعطني جولات إبراهيم - عليه السلام -، وفكر إبراهيم - عليه السلام -، وأخلاق إبراهيم - عليه السلام -.

وقال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىَ إِنّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نّبِيّاً} (?).وكل يوم يا الله أعطني صبر موسى على الدعوة، كم تعب في دعوة بني إسرائيل 00 وكم صبر عليهم؟!.

وانظر في حياة خاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - لقد أُلقي علي رأسه الشريف فرث الجذور وهو يصلي، فصبر وتحمل علي هذا الإيذاء، ولم ييأس، فيجب أن تتحمل كما تحمل وتتعب كما تعب، وتصبر كما صبر 00 كُسرت رباعيته من أجل الدين، وشج وجهه من أجل الدين، ودميت قدماه من أجل الدين، وخرج من الطائف هائما علي وجهه فلم يستفق إلا بقرن الثعالب من أجل الدين، {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فإذا أردت الهداية فاجعل حياتك شبيهة بحياتهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015