الحمد لله ترجع إلى الله لك الحمد ملء السموات ولك الحمد ملء الأرض وملء ما شئت من شاء بعد، يا الله أنت في كل لحظة وإلى الأبد، أهل الثناء والمجد.

فالذي عنده طاقة فالله يحب الحمد، وبدل أن توجهها لأبوك وأخوك ولعشيرتك، وَجِّه طاقة الحمد إلى الله، وطاقة الذم والسخط وَجِّهْهَا إلى نفسك، فكل لحظة ساخط على نفسه حامد لربه، ساخط على نفسه، لأنها ما قامت على حق العبودية كما ينبغي، فكل لحظة تسخط نفسك وما تسخط غيرك، وتحمد ربك (إني ظلمت نفسي) تسخط نفسك، (ولا أقسم بالنفس اللوامة) لوم نفسك ولا تلوم أحد، فاليوم الناس تلوم ربها، ويلوم كل شيء حوله، ولا يلوم نفسه، فمفتاح الدين لوم نفسك، واحمد ربك، احمده يحمدك، حامد محمود، ذاكر مذكور، والناسي منسي {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ} (?). {نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ} (?). الحمد كل الحمد، استغراق لله.

وقوله تعالي: {ِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: كل شيء في الكون مربوب بربوبية الله، فالله جل وعلا خالقه، ومربيه، فهو الذي خلق، وهو الذي رزق، وهو الذي أحي، وهو الذي يميت، قال تعالي: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015