وتنتهي الفاتحة بالدعاء، أن يعطينا حياة الأنبياء، وحياة الدعاة، وحياة الصديقين، يا الله جنبنا طريق المغضوب عليهم (اليهود) والضالين (النصارى)، وهذا الدعاء لعبدي ولعبدي ما سأل.
وهكذا لعظمتها، وأهميتها، قال الله جل وعلا: قسمت الصلاة، ولم يقل الفاتحة.
هذه السورة وُضِعَتْ في الترتيب أول سورة في القرآن الكريم، فهي موجز للقرآن، فكما تُبْدَأ الأخبار بالموجز، ثمّ يأتي التفصيل، كذلك الفاتحة موجز القرآن كلّه، ثم يأتي التفصيل، فاقرأ البقرة وآل عمران والنساء والباقي كله تفصيل.
فالفاتحة لأنها فاتحة كل خير، ومن أسمائها الكافية تكفي قلبك نوراً، تكفي روحك، تكفيك لفهم حياتك، هي الكافية تكفيك في الدنيا والآخرة، وهي الشافية تشفيك، وهي الواقية تقيك، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، فهنا سُمِيَ الكل باسم الجزء {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، إلى هنا أنت الآن تُبَيّن عقيدتك، لمن هذه الحياة؟ مَنِ المعبود؟ هذه أهم صفات ربنا الألوهية والربوبية والرحمة والمالكية.
إذن {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} هذه عقيدة المسلم.