الحديث عن كعب» ، وهذا كذب، إنما قال ابن كثير «لكن هذا (يعني المعنى بل بعضه) قد روى عن كعب....» وساق بعضه ولم يذكر سنده ولا من أخرجه. وصنيع ابن كثير هنا غير جيد، من أوجه لا أطيل بذكرها
وهذا الحديث مداره على قتادة بن أبي رافع عن أبي هريرة، وراه عن قتادة فيما وقعت عليه ثلاثة: الأول شيبان بن عبد الرحمن في مسند أحمد 523:2. الثاني أبو عوانة في سنن الترمذي ومستدرك الحاكم 488:4 الثالث سعيد بن أبي عروبة في تفسير ابن جرير 16:16 وسنن ابن ماجه ومسند أحمد 532:2
فأما شيبان وأبو عوانة ففي رايتهما « ... قتادة عن أبي رافع»
وأما سعيد فرواه عنه فيما وقفت عليه ثلاثة: الأول يزيد بن زريع عند ابن جرير وفيه أيضاً « ... قتادة عن أبي رافع» . الثاني عبد الأعلى بن عبد الأعلى عند ابن ماجه وفيه « ... قتادة قال حدث أبو رافع» هكذا نقله ابن كثير في تفسيره طبعة بولاق 173:6 وطبعة المنار 333:5 ومخطوط مكتبة الحرم المكي، وهكذا في سنن ابن ماجه نسخ مكتبة الحرم المكي المخطوطة وهي أربع، وطبعة عمدة المطابع بدهلى في الهند سنة 1273، ووقع في أربع نسخ مطبوعة هنديتين ومصريتين « ... قتادة قال حدثنا أبو رافع» مع أن سياق السند من أوله فيها هكذا «حدثنا أزهر بن مروان ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد بن قتادة ... » فلو كان في الأصل «قال حدثنا» لاختصر في الأصول المخطوطة لهذه النسخ الأربع إلى «ثنا» كسابقيه في أثناء السند، ولكنه جهل الطابعين، حسبوا أنه لا يقال «حدث فلان» وإنما يقال «حدثنا فلان» فأصلحوا بزعمهم، وتبع متأخرهم متقدمهم والله المستعان. الثالث روح بن عبادة عند أحمد وفيه « ... قتادة ثنا أبو رافع» وأحسب هذا خطأ من ابن المذهب راوي السند عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد ترجمته في الميزان واللسان قول الذهبي «الظاهر من ابن المذهب