و «التجوّز» إذا لم يمكن حتى ترى «لا حب الطريق قد فوّزا» ، أى بدا بالمفازة. وقال ذو الرّمة يذكر الابل:
تياسرن عن جدى الفراقد فى السرى ... ويامنّ شيئا عن يمين المغاور «1»
يعنى أنهن قد قصدن وسطا فيما بين الفرقدين وبين المغاور. وهى المغارب. وذلك أن أول ابتداء المغارب قريب من منحدر بنات نعش.
وقال لناقته:
فقلت اجعلى ضوء الفراقد كلها ... يمينا ومهوى النسر من عن شمالك «2»
أخبرها أنه يريد مسيرها ما بين منحدر النسر للمغيب وبين الفرقدين.
وقال لبيد، وذكر رجلا:
حالف الفرقد شركا فى الهدى ... خلّة باقية دون الخلل «3»
يقول يهتدى به، فهو أصدق له من كل صديق. وخصّ الفرقد لأنه لا يغيب، ولا يطلب فى وقت من أوقات الليل إلا وجد. وقال أبو النجم، وذكر إبلا ترعى:
وهى حيال الفرقدين تعتلى «4» .
يريد انها تستقبل الريح الشمالية/ فى المرعى «5» لتردها. و «الاعتلاء» بعد الخطو.