يريد بنوى مشمولة، أى لا لقاء معها من الريح الشمال. ويقال أراد جرت الطير به من ناحية الشمال، وهم يتيمّنون باليمنى ويتشأمون بالشمال ولذلك قالوا اليمن والشؤم. فاليمن من اليمين، والشؤم من اليد اليسرى «1» ، وهى الشمال. الجانب الأيسر هو الجانب الأشأم. وقد يتشأمون بها ايضا من جهة البرد. قيل لبعضهم: ما أشدّ البرد؟ فقال:
«ريح جريباء، فى إثر عماء، فى غبّ سماء» . «الجربياء» ، الشمال: «والعماء» السحاب. يريد شمالا هبّت بعد مطر. وقيل لآخر: أى الأيام أقرّ؟
فقال: «الأحص الورد، والأزب الهلوف» . قال أبو عمرو: «الأحص الورد» ، يوم يطلع فيه شمسه ويصفو شماله، ويحمرّ فيه الافق، ولا تجد لشمسه مسّا. و «الأحص» ، الذى لا سحاب فيه، كالرأس الأحصّ الذى لا شعر عليه. قال: و «الهلوف» ، يوم تهبّ النكباء فيه تسوق الجهام. والصراد لا تطلع شمسه. و «الأزبّ» من الابل، الكثير الوبر على وجهه وحاجبه. و «الهلوف» ، ايضا الجمل المسنّ الكثير الوبر. يقال لحية هلوفة، إذا كانت كثيرة الشعر.
واليوم إذا كان بهذه الصفة، كان ذا زمهرير. وكانوا يقولون مع هذا:
إذا كثرت المؤتفكات، زكت الأرض، وإذا زخرت الأودية بالماء، كثر الثمر» و «المؤتفكات» ، الرياح البوارح، وهى شمال حارة فى الصيف، وذات عجاج. سمّيت بتقلبها وتقليبها العجاج» ، «مؤتفكات» .