وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فِي هَذَا الْبَابِ , فَرَوَاهُ مَالِكٌ فِي مُوَطَّئِهِ , عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ: قُمْتُ وَرَاءَ أَبِي بَكْرٍ , وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ , فَكُلُّهُمْ كَانُوا لَا يَقْرَءُونَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] إِذَا افْتَتَحُوا الصَّلَاةَ هَكَذَا رَوَاهُ مَالِكٌ , عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ , عَنْ أَنَسٍ مَوْقُوفًا , لَمْ يُسْنِدْهُ , لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لَمْ يَخْتَلِفْ فِي ذَلِكَ رُوَاةُ الْمُوَطَّأِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا ابْنُ وَهْبٍ وَغَيْرُهُ إِلَّا مَا رَوَاهُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ابْنُ أَخِيهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ الْمَعْرُوفُ -[204]- بِبَحْشَلٍ , فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنْ عَمِّهِ , عَنْ مَالِكٍ , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ أَنَسٍ , فَذَكَرَ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُتَابِعْهُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ رُوَاةِ ابْنِ وَهْبٍ وَابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ عِنْدَهُمْ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ قَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ , وَلَمْ يَرَوْهُ حُجَّةً فِيمَا انْفَرَدَ بِهِ وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ مَالِكٍ , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ أَنَسٍ فَذَكَرَ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُوَ عِنْدَهُمْ خَطَأٌ , وَالصَّحِيحُ مَا فِي الْمَوْطَإِ وَقَدْ ذَكَرْنَا الْأَسَانِيدَ بِمَا ذَكَرْنَا مِنَ اخْتِلَافٍ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ وَغَيْرِهِ , عَنْ مَالِكٍ فِي التَّمْهِيدِ -[205]- وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ هُشَيْمٌ , وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , فَحَدِيثُ هُشَيْمٍ ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَعَنْ هُشَيْمٍ , وَذَكَرَهُ أَيْضًا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ , عَنْ هُشَيْمٍ , هَكَذَا مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي بَكْرٍ , وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ , لَمْ يَذْكُرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فِي كِتَابِهِ , عَنْ ثَابِتٍ , وَقَتَادَةَ , وَحُمَيْدٍ , عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَبَا بَكْرٍ , وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِـ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ حَمَّادٌ: إِلَّا أَنَّ حُمَيْدًا لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[206]-. وَقَدْ رَوَى ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ , وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَحَدًا ذَكَرَهُ عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ إِلَّا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ فِيمَا عَلِمْتُ وَيَقُولُونَ: إِنَّ أَكْثَرَ رِوَايَةِ حُمَيْدٍ , عَنْ أَنَسٍ إِنَّمَا سَمِعَهَا مِنْ قَتَادَةَ , وَثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ , وَمِنْهَا مَا سَمِعَ مِنَ أَنَسٍ , وَأَمَّا قَتَادَةُ فَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْهُ مَوْقُوفًا , بَلْ جَمَاعَةُ أَصْحَابِهِ ذَكَرُوا فِيهِ عَنْهُ , عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَبَا بَكْرٍ , -[207]- وَعُمَرَ , اخْتَلَفُوا عَنْهُ فِي ذِكْرِ عُثْمَانَ فِيهِ , وَكُلُّهُمْ رَفَعَهُ فَذَكَرَ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنَّهُمُ اخْتَلَفُوا فِي لَفْظِهِ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ فِيهِ: كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِـ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ فِيهِ: كَانُوا لَا يَقْرَءُونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ فِيهِ: كَانُوا لَا يَجْهَرُونَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ جَهَرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَمِنْ أَجَلِّ مَنْ رَوَاهُ عَنْ قَتَادَةَ أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ السِّخْتِيَانِيُّ