واعلم أيها القارئ أن النبي صلى الله عليه وسلم كما يسن بقوله يَسُنُّ بفعله وتقريره إنه صلى الله عليه وسلم إذا عمل شيئا وتكرر منه بالتزامه له يصبح سنة للأمة إلا أن يدل الدليل على أنه من خصوصياته صلى الله عليه وسلم كموالاة الصيام مثلا، وإن سمع بشيء أو رآه بين أصحابه، وتكرر ذلك الشيء مرات ولم ينكره صلى الله عليه وسلم كان سنة بتقرير الرسول صلى الله عليه وسلم. أما ما لم يتكرر فعله أر رؤيته أو سماعه فإنه لا يكون سنة، إذ لفظ السنة مشتق من التكرار ولعله مأخوذ من سن السكين إذا حكها على المسن المرة بعد المرة حتى أحدَّتْ أي صارت حادة بمعنى أنها تنفذ في الأجسام وتقطعها.
فمثال ما فعله صلى الله عليه وسلم مرة واحدة ولم يكرره فلم يصبح سنة، جمعه بين الظهر والعصر (?) والمغرب والعشاء في غير عذر سفر ولا مرض ولا مطر، فلذا لم يكن سنة متبعة لدى سائر المسلمين.