و"التحفة" (1).
وقال الزاهديُّ في "المُجْتبى" (2): "قال أستاذنا: الصحيح أنَّه سُنَّة"، ولم أجد في غير مختصر القُدُوريِّ أنه مُسْتَحبٌ، فالظَّاهرُ أنَّه أرادَ بهِ السُّنَّة، كما أنَّه أرادَ أوَّل الكتاب هذا حيث قال: "ويُسْتَحَبُّ للمتوضيء أن ينوي الطَّهارة، ويَسْتَوعبَ رأسَه بالمسْح"، فسمَّاها مُسْتَحَبةً مع أنها من السُّننَ". انتهى. Q(1) قوله (والتُّحفة): لمحمد بن أحمد بن أبي أحمد أبي بكر علاء الدين السَّمرقندي، أستاذ صاحب "البدائع" المتوفَّى سنة سبع وثمانين وخمسمائة (?).
(2) قوله (قال الزاهدي في المُجْتبى): شرح مُختصر القُدُوري، وهو لمختار بن محمود بن محمَّد أبي الرَّجاء، نجم الدين الزَّاهدي الغَزْمِيْني، نسبة إلى غَزْمِيْن -بفتح الغين المعجمة وسكون الزاي المعجمة ثم الميم المكسورة ثم الياء التحتانية المثنَّاة الساكنة ثم النون- قَصَبة من قَصَبات خُوارزم، مات سنة ثمان وخمسين وستمائة، وقيل: سنة ست وستين وستمائة، ومن تصانيفه: "قُنْيَةُ المُنْيَة لتتميم الغُنْيَة"، و"الرسالة النَّاصِرية"، و"زادُ الأئمة"، و"الجامعُ في الحيض"، وكتاب في الفرائض، و"الحاوي" وغير ذلك، كان معتزلي الاعتقاد، حنفيَّ الفروع، قال ابن عابدين صاحب "رد المحتار" في "تنقيح الفتاوى الحامدية": "نَقْلُ الزاهدي يعارِضُ نَقْلَ المعتَبرات، فإنَّه ذكر ابن وَهْبان: أنَّه لا يُلتفت إلى ما نَقَلَه صاحب "القنية" مخالفًا للقواعد ما لم يعضُد النقل من غيره، ومثله في "النَّهر" أيضًا. وإنْ شئتَ الاطلاع على الكتبِ غير المعْتبَرة فارجع إلى "النافع الكبير لمن يُطالع الجامع الصغير" (ص 27 - 31)، ومقدمة "عمدة الرعاية في حلِّ شرح الوقاية " كلاهُما للأستاذ.