الدرداء: صدق والله رسول الله، لقد تركنا على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء] 1. وعلى آله الذين بهديه يهدون، وبه يقتدون.
واعلم أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم قد حذر أمته من الابتداع لما أعلمه الله من أنَّ أمته تأتي من الابتداع2 بأجناس وأنواع، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "شر الأمور محدثاتها، وكلُّ محدثة بدعة، وكلُّ بدعة ضلالة" 3، وقال: "خير الأمور كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، وكلُّ بدعة ضلالة" 4، وقال: "لا يقبلُ الله لصاحب بدعة صوماً، ولا صلاةً ولا صدقة ولا حجاً ولا عمرةً، ولا جهاداً، ولا صرفاً، ولا عدلاً، يخرج من الإسلام كما تخرج الشَّعرةُ من العجين" 5، أخرج هذه الأحاديث ابن ماجه وغيُره.
قلت: ووجه عظمة الابتداع في الدين أنَّه كالرد على قول الله {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ