فرأيته يتعين إبانةُ الصواب، وبيان حقيقة ما افتراه من الأوتاد والأنجاب والأقطاب، وما خالف فيه بهذه البدعة من أدلة السنة والكتاب، أرجو ببيان ذلك الإثابةَ من الرب الوهاب، والهداية لمن هو من أولي الألباب، وأمَّا من غلب عليه الابتداع، وخالف طريقة من هم للكتاب والسنة أتباع، فإنَّه يسد عمَّا نلقيه الأسماع، والواجب علينا1 هو البلاغ المبين، وأمَّا الهداية والتوفيق فمن رب العالمين.
فنقول:
قوله: "نعم أولياء الله، وهم العارفون به حسبما يمكن، المواظبون على الطاعات، والمعرضون عن الانهماك في اللذات والشهوات".
أقول: هذا رسم2 لحقيقة3 الأولياء، وهذا اللفظ نقله من شرح المحلي على جمع الجوامع4، إلا أنَّه فاته5 قوله: "المجتنبون للمعاصي" وهو قيد لا بد منه اتفاقاً، فكأنَّه وقع من سقط القلم.
والانهماك يقال: همكه في الأمر فانهمك لَجَّجَهُ فلج، كما في القاموس6، وفسر اللجاجة بالخصومة7. ولا يظهر مناسبتها لما هنا، وهي عبارة المحلي.