وَأَيْضًا جور الْقُضَاة فان الْقُضَاة لما جَار أَكْثَرهم وَلم يَكُونُوا أُمَنَاء لم يقبل مِنْهُم إِلَّا مَا لَا يريب الْعَامَّة فِيهِ وَيكون شَيْئا قد قيل من قبل
وَأَيْضًا جهل رُؤُوس النَّاس واستفتاء النَّاس من لَا علم لَهُ بِالْحَدِيثِ وَلَا بطرِيق التَّخْرِيج كَمَا ترى ذَلِك ظَاهرا فِي أَكثر الْمُتَأَخِّرين وَقد نبه عَنهُ ابْن الْهمام وَغَيره وَفِي ذَلِك الْوَقْت يُسمى غير الْمُجْتَهد فَقِيها
وَفِي ذَلِك الْوَقْت ثبتوا على التعصب
وَالْحق أَن أَكثر صور الْخلاف بَين الْفُقَهَاء لَا سِيمَا فِي الْمسَائِل الَّتِي ظهر فِيهَا أَقْوَال الصَّحَابَة فِي الْجَانِبَيْنِ كتكبيرات التَّشْرِيق وتكبيرات الْعِيدَيْنِ وَنِكَاح الْمحرم وَتشهد ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود والاخفاء بالبسملة وبآمين الاشفاع والايتار فِي الاقامة وَنَحْو ذَلِك انما هُوَ فِي تَرْجِيح أحد الْقَوْلَيْنِ
3 - وَمِنْهَا أَن أقبل أَكْثَرهم على التعمقات فِي كل فن
فَمنهمْ من زغم أَنه يؤسس علم أَسمَاء الرِّجَال وَمَعْرِفَة مَرَاتِب الْجرْح وَالتَّعْدِيل ثمَّ خرج من ذَلِك إِلَى التَّارِيخ قديمه وَحَدِيثه