وَقد توهم قوم أَن رب للتكثير حِين خَفِي عَلَيْهِم مَا ذَكرْنَاهُ 14 أَمن تدَاخل الْمعَانِي وَهَذِه غَفلَة شَدِيدَة لأَنا نجد الْمَدْح يخرج مخرج الذَّم والذم يخرج مخرج الْمَدْح وَلَا يخرجهما ذَلِك عَن موضوعهما الَّذِي وضعا عَلَيْهِ فِي أصل وضعهما كَمَا أَن الِاسْم الْعلم الَّذِي وضع فِي أصل وَضعه للخصوص قد يعرض لَهُ الْعُمُوم والنكرة الَّتِي وضعت فِي أصل وَضعهَا للْعُمُوم قد يعرض لَهُ الْخُصُوص وَلَا يبطل ذَلِك وضعهما الَّذِي وضعا عَلَيْهِ اولا وانما ذَلِك لِكَثْرَة الْمعَانِي وتداخلها وَاخْتِلَاف الْأَغْرَاض وتباينها فَمَتَى وجدت شَيْئا قد خَالف أَصله فَإِنَّمَا ذَلِك لسَبَب وغرض فيجت لَك أَن تبحث عَلَيْهِ وَلَا تتسرع الى بعض الْأُصُول دون تثبت وَتَأمل
فَمن مُشكل هَذَا الْبَاب قَول أبي كَبِير الْهُذلِيّ ... أزهير ان يشب القذال فإنني ... رب هيضل مرس لففت بهيضل ...
زُهَيْر هَهُنَا ترخيم زهيرة وَهِي ابْنَته فَلذَلِك فتح الرَّاء وَرب هَهُنَا مُخَفّفَة من رب