الْمِصْبَاح لِئَلَّا يطفأ نوره وَشبه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالزيتونة اذ كَانَ الْهدى انما ينبعث من قبله كانبعاث الزَّيْت من الزيتونة وَجعل الزيتونة لَا شرقية وَلَا غربية لِأَن ظُهُوره ومبعثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انما كَانَ بِمَكَّة وَمَكَّة متوسطة بَين الْمشرق وَالْمغْرب
فَهَذَا كَلَام كَمَا ترى قد خرج على أحسن مخارج الْكَلَام وتشبيه جَاءَ على أبدع وُجُوه التَّشْبِيه فَهَذَا وَنَحْوه من الْحَقِيقَة وَالْمجَاز العارضين فِي مَوْضُوع الْكَلِمَة
واما الْحَقِيقَة وَالْمجَاز العارضان فِيهَا من قبل أحوالها فانهما كثيران أَيْضا ككثرة النَّوْع الأول فَمن ذَلِك قَوْلهم مَاتَ زيد فيرفعونه كَمَا يرفعون قَوْلهم أمات الله زيدا وَأَحَدهمَا حَقِيقَة وَالْآخر مجَاز وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {فَإِذا عزم الْأَمر} وَالْأَمر لَا يعزم انما يعزم عَلَيْهِ
قَالَ النَّابِغَة وان الدّين قد عزما