هَذَا الْبَاب لَا تتمّ الْفَائِدَة الَّتِي قصدناها مِنْهُ الا بِمَعْرِِفَة الْعِلَل الَّتِي تعرض للْحَدِيث فتحيل مَعْنَاهُ فَرُبمَا أوهمت فِيهِ مُعَارضَة بعضه لبَعض وَرُبمَا ولدت فِيهِ اشكالا يحوج الْعلمَاء الى طلب التَّأْوِيل الْبعيد
وَنحن نذْكر الْعِلَل كم هِيَ وَنَذْكُر من كل نوع مِنْهَا مِثَالا أَو أَمْثِلَة يسْتَدلّ بهَا على غَيرهَا ان شان الله تَعَالَى
اعْلَم أَن الحَدِيث الْمَأْثُور عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن أَصْحَابه وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان رَضِي الله عَنْهُم تعرض لَهُ ثَمَانِي علل
أولاها فَسَاد الْإِسْنَاد
وَالثَّانيَِة من جِهَة نقل الحَدِيث على مَعْنَاهُ دون لَفْظَة
وَالثَّالِثَة من جِهَة الْجَهْل بالإعراب
وَالرَّابِعَة من جِهَة التَّصْحِيف
وَالْخَامِسَة من جِهَة اسقاط شَيْء من الحَدِيث لَا يتم الْمَعْنى الا بِهِ
وَالسَّادِسَة أَن ينْقل الْمُحدث الحَدِيث ويغفل نقل السَّبَب الْمُوجب لَهُ أَو بِسَاط الْأَمر الَّذِي جر ذكره
وَالسَّابِعَة أَن يسمع الْمُحدث بعض الحَدِيث ويفوته سَماع بعضه
وَالثَّامِنَة نقل الحَدِيث من الصُّحُف دون لِقَاء الشُّيُوخ