الناس. وما كانت هذه الأرباب المستخفة للجماهير لتدع كلمة الحق والهدى تصل إلى هذه الجماهير. ما كانت لتدع الإعلان العام الذي يحمله الإسلام بربوبية الله وحده للعالمين وتحرير رقاب البشر من العبودية للعباد .. ما كانت لتدع هذا الإعلان العام يصل إلى الجماهير وهي تعلم أنه إعلان بالثورة على ربوبيتهم، والانقلاب على سلطانهم، والانقضاض على ملكهم، والانطلاق إلى فضاء الحرية الكريمة اللائقة بالإنسان!
إنها هي هي العلة القديمة الجديدة كلما قام من يدعو إلى الله رب العالمين! وما كان رجال من أذكياء قريش مثلا ليخطئوا إدراك ما في رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - من صدق وسمو، وما في عقيدة الشرك من تهافت وفساد. ولكنهم كانوا يخشون على مكانتهم الموروثة، القائمة على ما في تلك العقيدة من خرافات وتقاليد. كما خشي الملأ من قوم فرعون على سلطانهم في الأرض، فقالوا متبجحين: «وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ»! (?)
- - - - - - - - - - - -