بلاد ما وراء النهر، عربت [1] فقيل لها: نسف، وقد ذكرتها في النون والسين، وذكرت هاهنا لأن جماعة من هذه البلدة اشتهروا [2] في الدنيا بالنخشبى، لكي لا يظن الناظر فيه أنى لم أذكرها في كتابي، واشتهر [3] بهذه النسبة شيخ عصره بلا مدافعة أبو تراب النخشبى، واختلف في اسمه، فالأشهر [4] أن اسمه عسكر بن حصين، وقيل: عسكر بن محمد بن حصين، كان من جلة [5] المشايخ والمذكورين بالعلم والفتوة [6] والتوكل والزهد/ والورع، روى الحديث عن محمد بن عبد الله بن نمير، روى عنه محمد بن عبد الله بن مصعب ويعقوب بن الوليد، وتوفى في البادية، فإنما قيل نهشته [7] السباع سنة خمس وأربعين ومائتين. وخرج منها جماعة كثيرة من الكبار في كل فن من العلم [و-[8]] قد ذكرت بعضهم في «النسفي» ، ولهذا البلد تاريخ كبير في مجلدتين ضخمتين جمعهما [9] أبو العباس المستغفري الحافظ النسفي.