أنشدنا أبو مسلم محمد بن على بن الكاتب بمصر، أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي لنفسه:

إما ترى رأسي حاكى لونه ... طرة صبح تحت أذيال الدجى

واشتعل المبيضّ في مسودة ... مثل اشتعال النار في جزل الغضى [1]

إلى أن قال في مدحهم:

إن العراق لم أفارق أهله ... عن شنإ أصدنى ولا قلى

ولا أطبى عينيّ مذ باينتهم [2] ... شيء يروق الطرف من هذا الورى

هم الشناخيب المنيفات الذرى ... والناس أدحال سواهم وهوى [3]

هم البحور زاخر آذيها ... والناس ضحضاح ثغاب وأضى

إن كنت أبصرت لهم من بعدهم ... مثلا فأغضيت على وخز السفا

حاشا الأميرين اللذين أوفدا ... على ظلا من نعيم قد ضفا

هما اللذان أثبتا لي أملا ... قد وقف اليأس به على شفا

تلافيا العيش الّذي رنقه ... صرف الزمان فاستساغ وصفا

وأجريا ماء الحيالى رغدا ... فاهتز غصني بعد ما كان ذوى

هما اللذان سموا بناظرى ... من بعد إغضائي على لذع القذى

هما اللذان عمرا لي جانبا ... من الرجاء كان قد ما عفا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015