وسلم [1] ، وللحكم أخوان عطية ورافع، وهما لم يرويا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا قليلا، أمر زياد [2] بحبسه وبقيده، فتوفى في السجن مقيدا بمرو في أيام يزيد بن معاوية، ودفن بجنب بريدة [3] في مقبرة حصين الّذي يدعى اليوم [4] بسور كران [4] من مقابر مرو، وحين دنا من الموت قيل له: نحل القيد عنك؟ قال: لا، بل ادفنوني مقيدا لأبعث مخاصما لزياد يوم القيامة! فدفن مقيدا- رضى الله عنه- في سنة خمسين من الهجرة، ويقال لهذا التل: تل الصحابة، وتل المقاتل، يعنى مقاتل حمام أبى حمزة محمد ابن ميمون السكرى،/ ويقال: إن غطفان بن عمرو أخ الحكم مدفون في هذا التل بجنبه، وذكر أبو عمر الرماني في كتاب «أنس الغريب» أن الحكم بن عمرو مر يوما حين كان والى خراسان فسمع صوتا من حائط صوتا حزنا هاتف يهتف به:

؟ عره سر لارجعك (؟) لا يرى ... ينام الحمى آخر الليل العرائر

كأن فؤادي من تذكرة الحمى ... وأهل الحمى يهض به ريش طائر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015