وكثر الكارهون له، والرفائع عليه، فلما صرف عن القضاء أظهر أهل البصرة السرور به، ونحروا الجزور وتصدقوا بلحمها، واستتر في بيته خوف الوثوب عليه، ثم أشخص بعد هذا الوقت إلى الرشيد فاعتذر، فقبل عذره ووهب له ألف دينار، وكان من الأثبات في الحديث، وكان يحيى بن سعيد في سجوده يقول: اللَّهمّ اغفر لخالد بن الحارث ولمعاذ ابن معاذ! فذكرت [ذلك] ليحيى فلم ينكره، وقال: حدثنا [1] شعبة عن [1] معاوية بن قرة قال قال أبو الدرداء: إني لأستغفر لسبعين من إخواني في السجود أسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم. وقال يحيى القطان: طلبت الحديث مع رجلين من العرب: خالد بن الحارث بن سليم [2] الهجيمي ومعاذ بن معاذ العنبري، وأنا مولى لقريش لتيم [3] ، فو الله ما سبقاني إلى محدث قط فكتبا أشياء حتى أحضر، وما أبالى إذا تابعنى معاذ بن معاذ وخالد بن الحارث من خالفني من الناس. ومات بالبصرة وهو ابن سبع وسبعين سنة في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون، وصلى الله عليه محمد بن عباد المهلبي وكان يومئذ على صلات [4] البصرة والإمرة وابنه أبو الحسن المثنى بن معاذ العنبري، البصري، قدم بغداد [5] وحدث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015