ابن إبراهيم بن فراس المكيّ بها، وتفقه ببغداد على أبى حامد الأسفرايينى، وكتب الحديث بها وبخراسان، وجمع من الآداب والنيف والأشعار حتى صار ركنا من الأركان ثم دخل جرجان منصرفا من العراق، ومات بها في شعبان سنة خمس وأربعمائة، ومن جملة فوائده ما ذكره أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري في كتاب التاريخ: وجدت في كتابه بخطه- يعنى أبا سهل السلامي- أنشدنى أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة السعدي من قبله لنفسه في صباه:
ولما أثقلت [1] للرواح حمولهم ... فلم يبق إلا شامت وغيور
وقفنا فمن باك يكفكف دمعه ... وملتزم قلبا يكاد يطير
وقال المستغفري: أنشدنى أحمد بن يعقوب بن إسحاق للعباس بن الأحنف:
أيها الراقدون حولي أعينوني ... على الليل حسبة واقتدارا
حدثوني عن النهار حديثا ... وأوصفوه فقد نسيت النهارا
قال [2] : وأنشدنى ابن نباتة لنفسه:
في كل يوم لنا يا دهر معركة ... [3] هام الجواد وفي أرقابها قلق [3]
حظي من العيش أكل كله غصص ... من المذاق وشرب كله شرق [4] .