عرفة من سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وعمى الآخر الأصغر أستاذى ومن أخذت عنه الفقه وعلقت عليه الخلاف وبعض المذهب:

أبو القاسم أحمد بن منصور السمعاني، كان إماما فاضلا عالما مناظرا مفتيا واعظا مليح الوعظ شاعرا حسن الشعر، له فضائل جمة ومناقب كثيرة، وكان حييا وقورا ثابتا حمولا [1] صبورا، تفقه على والدي رحمهما الله وأخذ عنه العلم، وخلفه بعده فيما كان مفوضا إليه، سمع بمرو أخاه والدي وأبا محمد كامكار بن عبد الرزاق الأديب وأبا نصر [2] محمد بن محمد بن محمد الماهاني وطبقتهم، انتخبت عليه أوراقا وقرأت عليه عن شيوخه، وخرجت معه إلى سرخس [2] وانصرفنا إلى مرو، وخرجنا في شوال سنة تسع وعشرين إلى نيسابور، وكان خروجه بسببي لأني رغبت في الرحلة لسماع حديث مسلم بن الحجاج القشيري فسمع معى الصحيح، وعزم على الرجوع إلى الوطن وتأخرت عنه مختفيا لأقيم بنيسابور بعد خروجه، فصبر إلى أن ظهرت ورجعت معه إلى طوس، وانصرفت باذنه إلى نيسابور ورجع هو إلى مرو، وأقمت أنا بنيسابور سنة، وخرجت منها إلى أصبهان ولم أره بعد ذلك، وكانت ولادته في سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وتوفى في الثالث والعشرين من شوال سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وصل إليّ نعيه وأنا ببغداد، وعقدنا له العزاء بها وأمة الله حرة أختى امرأة صالحة عفيفة كثيرة الدرس للقرآن مديمة للصوم راغبة في الخير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015