لأنه لم يمتع بعمره واستأثر الله تعالى بروحه وقد جاوز الأربعين بقليل، سافر الى العراق والحجاز ورحل الى أصبهان لسماع الحديث وأدرك الشيوخ والأسانيد العالية وحصل النسخ والكتب وأملى مائة وأربعين مجلسا في الحديث، من طالعها عرف ان أحدا لم يسبقه الى مثلها، سمع بمرو أباه وأبا الخير بن ابى عمران الصفار وأبا سعيد الطاهري وبنيسابور ابا الحسن على بن احمد المؤذن المديني وبهمدان ابا الحسن فيد بن عبد الرحمن الشعراني وببغداد ابا المعالي ثابت بن بندار البقال وبالكوفة ابا البقاء المعمر ابن محمد بن على الكوفي الحبال وبمكة ابا شاكر احمد بن محمد بن عبد العزيز العثماني وبأصبهان ابا بكر احمد بن محمد بن احمد بن موسى بن مردويه الحافظ وجماعة كثيرة من هذه الطبقة، كتب لي الإجازة بجميع مسموعاته وشاهدت خطه بذلك، وحدث بهراة: وكانت ولادته في جمادى الأولى سنة ست وستين وأربعمائة، وتوفى يوم الجمعة الثالث من صفر سنة عشر وخمسمائة ودفن عند والده، وكان شيخنا ابو الفتح محمد بن على النطنزي إذا ذكره انشد:
زين الشباب ابو فراس ... لم يمتع بالشباب
وعمى الأكبر ابو محمد الحسن بن ابى المظفر السمعاني، كان اماما زاهدا ورعا كثير العبادة والتهجد نظيفا منورا مليح الشيبة منقبضا عن الخلق قلّ ما يخرج عن داره الا في أيام الجمع للصلاة، تفقه على والده وكان تلو والدي ورحمهم الله وسمع معه الحديث- وظني انه ولد بعده بستين- وأفاده والدي عن جماعة من الشيوخ، ورحل معه الى نيسابور، وسمع