رأيت الشبلي في درب سليمان بن علي ببغداد في شهر رمضان في عشيّة يوم وقد اجتاز على بقلي ينادي يا صائم من كلّ الألوان فلم يزل يكرر هذا اللفظ ويبكي ثمّ أنشأ يقول
خلينّي إن دام هّ النفوس ... علي ما أراه سريعا قتل
فيا شافي القوم لا ينسني ... ويا ربّة الخدر عنّى رمل
لق كان سيئ يسّمى السُّلُوّ ... قديما سمعنا به ما فعل
الثاني منسوب إلى الجدّ منهم شيخنا أبو علي محمد بن الحسين ابن عبد الله بن شبل الشاعر البغدادي أنشدنا لنفسه وكان شيخنا أبو الحسين يحيي بن الحسين العلوي الزيدي يروى عنه ويقول الشبلي أنشدنا يحيي هذا قال أنشدنا أبو علي الشبلي لنفسه من قصيدة
وأنّى مُفْرَد لبيتي ... أعلجُ من روف الدهر كبْلا
ويَهْنى المجدُ أنّي لستُ أبغي ... سوى شُغلي به ما عشْتُ شُغْلا
وتأبَى نخْوتي وعفَافُ نفسي ... لقدري أن يُضام وأن يذلاّ
سمع يعني الشبلي هذا احمد بن علي البادا وروى الحديث أنشدنا لنفسه
ما من الحزْم أن تُقارب أمرا ... تطلب الحزم فيه بعد قليل