ومن لم يذكره الله عاجز مهين، قال - عز وجل -: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].
ومن أسباب الغفلة عن الذكر أيضًا التوسع في المباحات، قال تعالى: {وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} [الفرقان: 18] فقلوبهم بور لا تصلح لسقي ولا لغرس؛ فاحذر.
لذلك أنا أريد أن أؤكد ملزمًا أن الأذكار الموظفة ليست كما يفعل بعض الناس في زماننا ورقة أو كتيب أو كتاب يحمله ويرددها فقط من طرف اللسان؛ وإنما ينبغي أن تكون هذه الأذكار الموظفة محفوظة محفورة في جدار القلب لا ينساها الإنسان ولا يغفل عنها أبداً.
وقد حرصت أن أستطرد وأستزيد وأستقصي كل ما ورد في كل باب قدر الإمكان، لتكون الحياة جميلة براقة رائعة مشرقة بذكر الله - عز وجل -؛ فوالله ما سعدت القلوب إلا بذكره، ولا أنست
الأرواح إلا بذكره، ولا استقامت الحياة إلا بذكر الله - سبحانه وتعالى -.
وهيا إلى الذكر
دعك من كلام الناس، وخذ الذكر من منبعه وأصله، من رسول الله محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، خير من ذكر الله وأطاعه، محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.