فدوام ذكر الله - عز وجل - يغرس المحبة في القلب، وإذا حصلت في القلب المحبة فقد حفَت به السعادة، ومن كان كذلك كتب له القبول في الأرض، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إذا أَحَب الله الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِن الله يُحِبُّ فُلَانَا فَاَحْبِبْهُ، فَيُحِبهُ جبْرِيلُ، فَيُنَادِى جِبْرِيلُ في أَهْلِ السمَاءِ: إِن الله يُحِبُّ فُلَانًا فَأحِبُّوهُ، فَيُحِبهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُم يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ في الأَرْضِ".
(صحيح البخاري: 3037)
(11) أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان:
قال - عز وجل -: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201] وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِن عَبْدَا أَصَابَ ذَنْباً وربَّمَا قَالَ: أَذْنب ذَنْبّا فَقَالَ: رَبَّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ فَاكْفِرْ لي فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبُّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيأخُذُ بِهِ؟ غفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ الله ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبَا فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدي أَن لَهُ رَبا يَغْفِرُ أذَّنْبَ وَيأخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكثَ مَا شَاءَ الله ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالً: أَصَابَ ذَنْبَا، قَالَ: رَبِّ أَصَبْتُ أَوْ قَالَ: أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْه لِي, فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَن لَهُ رَبُّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيأخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثا؛ فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ" (صحيح البخاري: 7068)، وهكذا لمّا راقب الله ذكره فاستغفر؛ فغُفِرَ له.