لم يقتصر الذكر بكونه عبادة الإنسان والملائكة والجن فقط، بل هو وحده عبادة جميع الكائنات من أرض وسماء وشجر ومدر وجماد ونبات، قال الله - سبحانه وتعالى -: {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [البقرة: 116] ,، وقال - عز وجل -: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44]
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا تَستَقِلُّ الشَّمْس فَيَبْقَى شَيء مِنْ خَلْقِ اللهِ إِلا سبَّح اللهَ بِحَمدِهِ إِلا مَا كَانَ مِنْ الشَيَاطِينِ وَأَغبِيَاءُ بني آدم" (رواه ابن السني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع: 5599).
قال الله - سبحانه وتعالى -: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 19، 20].
عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أصحَابِهِ فَقَرَأَ
عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحمَنِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فَسَكَتُوا فَقَالَ: "لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الْجِنِّ لَيلَةَ الْجِن فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ، كنْتُ