Q لماذا عُقد اتفاق السلام الأخير بين اليهود والفلسطينيين في مدريد؟
صلى الله عليه وسلم تمت المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مدريد سنة (1992م) إحياء لذكرى سقوط الأندلس الذي قد مر على سقوطها (500) عام، وإذا بشوارع مدريد تكتظ بالاحتفالات والمهرجانات لهزيمة المسلمين وانتصار الصليبيين في هذه الموقعة القديمة منذ (500) عام، وكأنهم يقولون لهم: ها هو التاريخ يتكرر، وها هي أحداث الأندلس تتكرر من جديد في فلسطين، وها هي الانتفاضة التي تحدث في فلسطين تُقتل كما قُتلت انتفاضة موسى بن أبي غسان في غرناطة، فلا داعي للحروب، ولا داعي للجدال والمحاورات الكثيرة؛ فإن مصيركم هو مصير الأندلس من قبل.
نحن لا نذكر تاريخ الأندلس لنبكي على اللبن المسكوب، ولنعيش في صفحات الماضي كما يقولون، بل نذكره لنأخذ منه العبرة، قال تعالى: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف:176].
وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ} [يوسف:111] الذي يجب أن يشغلنا الآن هو أن نقف وقفة مع تاريخ الأندلس؛ لنفهم منه أحداث فلسطين والشيشان وكسوفا والبوسنة والهرسك وكشمير وغيرها من البلاد.