ذِكْرُ بَعْضِ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَالْخَبَرِ عَنْهُمْ
فَأَوَّلُهُمْ وَأَعْلاهُمْ ذِكْرًا
أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي
وَهُوَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ خُنَيْسِ بن سعد بن حَبْتَةَ الأَنْصَارِيُّ وَسَعْدُ بْنُ حَبْتَةَ يُعْرَفُ بِأُمِّهِ فِي الأَنْصَارِ وَأُمُّهُ حَبْتَةُ بِنْتُ مَالِكٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ سَعْدُ بْنُ عَوْفِ بْنِ بَحِيرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُلْمَى بن بخيلة حَلِيفٌ لِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الأَنْصَارِيِّ لَهُ صُحْبَة وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله قَالَ نَظَرَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى سَعْدِ بن حبتة يَوْم الخَنْدَق يُقَاتل قتال شَدِيدًا وَهُوَ حَدِيثُ السِّنِّ فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ (من انت يَا فَتى) قَالَ سعد بن حَبْتَةَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ (أَسْعَدَ اللَّهُ جَدَّكَ اقْتَرِبْ مِنِّي) فَاقْتَرَبَ مِنْهُ فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ وَذَكَرَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ أَنَّ أُمَّهُ أَتَتْ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَغِيرًا فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ وَدَعَا لَهُ وَذَكَرَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ أَيْضًا أَنَّ خُنَيْسَ بْنَ سعد بن حَبْتَةَ جَدُّ أَبِي يُوسُفَ إِلَيْهِ تُنْسَبُ رَحْبَةُ خُنَيْسٍ بِالْكُوفَةِ وَيُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ جهار سوج وَتَفْسِيرُهَا بِالْعَرَبِيَّةِ رَحْبَةٌ مُرَبَّعَةٌ تَفْتَرِقُ مِنْهَا أَرْبَعَةُ طُرُقٍ تُنْسَبُ إِلَى خُنَيْسٍ جَدِّ أَبِي يُوسُفَ وَقَدْ تَقَصَّيْنَا خَبَرَ جَدِّهِ سَعْدِ ابْنِ حَبْتَةَ فِي كِتَابِ الصَّحَابَةِ نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ نَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطبرى قَالَ كَانَ ابو يُوسُف يَعْقُوب ابْن إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي فَقِيهًا عَالِمًا حَافِظًا ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يُعْرَفُ بِحِفْظِ الْحَدِيثِ وَأَنَّهُ كَانَ يَحْضُرُ الْمُحَدِّثِ فَيَحْفَظُ خَمْسِينَ وَسِتِّينَ حَدِيثًا ثُمَّ يَقُومُ فَيُمْلِيهَا عَلَى النَّاسِ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَكَانَ قد جَالس مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن ابى