لكونه منهم، وإنما يظهر الفرق بين القرآن وغيره من المعجزات (?) من حيث أنه مسموع وهي مبصرة على حسب (?) التفاوت بين المسموعات والمبصرات، وذلك لا تأثير له في حقيقة الإعجاز (?).

والسبب الموجب لهذا التفاوت:

هو أن الله- سبحانه- أرسل كلا من رسله، بما كان غالبا على قومه تحقيقا لإعجازهم، فبعث موسى إلى قوم مهروا في السحر، فأعجزهم بالعصا ونحوها، والمسيح إلى قوم أهل كهانة وطب وحكمة فأعجزهم بما أيده به، وصالحا إلى قوم أهل إبل فأعجزهم بناقة خرجت من جبل (?). فكذلك لما أرسل محمدا إلى قوم أهل فصاحة يعدون الفصاحة والخطابة من أكبر مآثرهم، ويتنافسون فيها، وكانت الفصاحة بعيدة عن نسبة السحر، بعثه بالقرآن الفصيح، ويكفي الطاعن في فصاحة القرآن بعد عجز العرب عن معارضته: أن" الوليد بن المغيرة" حكيم قريش وفيلسوفها (?) لما سمعه أنصت له ثم استعاده فأعيد عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015