فالجواب: أن الفرق بين أولئك الأنبياء ومحمد- عليهم السلام- من وجهين:
أحدهما: أن موسى لم يأت بعده نبي إلا بتقرير أمر التوراة ومتابعتها فكانوا في المعنى نواب موسى وخلفاؤه/، كالتلاميذ الاثنى عشر لعيسى.
ومحمد- عليه السلام- جاء بنسخ الشرائع كلها وأحكام التوراة والإنجيل وغيرهما، واستئناف شريعة مبتدأة من عند الله. ولهذا لما جاء المسيح بإبطال السبت وأشياء مما تخالف حكم التوراة تعصبوا عليه وقتلوه،- كما زعمتم وإياهم- (?).
الوجه الثاني: أنهم كانوا يعلمون أن أولئك الأنبياء ضعفى لا شوكة لهم فلم تكن لهم حاجة إلى نزع أسمائهم، بل إن رأوا منهم ما يوافقهم وإلا قتلوهم كما فعلوا بيحيى وزكريا والمسيح (?) وغيرهم من الأنبياء.
ومحمد- عليه السلام- علموا أنهم لا يقدرون عليه كما قدروا على غيره (?) فنزعوا اسمه ليصير شبهة لهم في خلافه- كما سبق-.