وبالجملة: فمن جعل حاسة النكاح عارا. فقد ألحق العار بسائر الأنبياء والصديقين والصالحين وعباد الله أجمعين. وإن عارا يتلبس (?) به هؤلاء كلهم ليس بعار:/
وعيروني بذلي في محبتها ... وبالذي عيروني تم لي الشرف (?)
[وإذ لولا هذه الحاسة لما وجد الأنبياء وشرائعهم، وإنما هي عار على معتقدها عارا، إذ لولا هذا العار لما صار إلى النار] (?).
وأما ما ذكر من قصة الرجلين الذين أحرقهما ملك (?) بابل، فلم أجده في الباب المذكور من كتاب ارمياء النبي، فإن كان المشار إليه برميا (?) النبي، وأنه غير ارمياء، وإلا فلا أعلم صحة هذا النقل، على أنه بتقدير الصحة إنما افتضح هذان الرجلان بدعواهما الكاذبة وزناهما،/ لا بتعاطي شهوة النكاح.
على أني أحسب أن النقل اشتبه عليه، وأن المراد بالرجلين هاروت وماروت (?). ولهما قصة عجيبة وردت بها السنة وذكرها أهل السير.