قوله كما في حديث العرباض بن سارية ( ... عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) . (?)
وكذلك أمره بالاقتداء بأبي بكر وعمر كما في حديث حذيفة
- رضي الله عنه - أنه قال: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) . (?)
فاذا كان عمر على ما يدعي الرافضي من العمل بالرأي،
واطراح السنة، وأنه أول من غير وبدل، لزم من هذا أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - غاشاً لأمته غير ناصح لها بأمره باتباع سنة عمر والاقتداء به،
ولا يمكن للخصم أن يدعي أن ذلك التغيير من عمر حصل بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يكن معلوماً له عند النطق بتلك الأحاديث وذلك لسببين.
الأول: أن الرافضي ذكر في كلامه أن معارضة عمر للسنة كانت في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وزعم أنه عارض النبي - صلى الله عليه وسلم - في أكثر من مناسبة.
الثاني: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يشرع من عند نفسه، وإنما هو مبلغ عن ربه {وما ينطق عن الهوى - إن هو إلا وحي يوحى} (?) ، فلو كان حال عمر خفي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أفكان يخفى على رب العالمين!! فلما جاء الأمر بالاقتداء بعمر ممن لا ينطق عن الهوى، علمنا أن عمر كان على الحق والهدى، على رغم أنف هذا الرافضي الحاقد.
الوجه الثالث: أن عمر - رضي الله عنه - شهد له الصحابة الذين لا يخافون في الله لومة لائم، أنه كان يعمل فيهم بكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه أبو بكر في خلافته، فقد روى ابن أبي شيبة في خبر مقتل عمر وفيه أن الصحابة اجتمعوا إلى عمر بعد طعنه فقالوا له:
(جزاك الله خيراً قد كنت تعمل فينا بكتاب الله، وتتبع سنة صاحبيك لا تعدل عنها إلى غيرها، جزاك الله أحسن الجزاء ... ) . (?)