وقال ابن أبي العز الحنفي: «وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين» . (?)
وقال الذهبي في ترجمته: «أمير المؤمنين ملك الإسلام» . (?)
وقال: «ومعاوية من خيار الملوك، الذين غلب عدلهم على ظلمهم» . (?)
وإذا ثبت هذا في حق معاوية - رضي الله عنه - فإنه من أبعد المحال على من كانت هذه سيرته، أن يحمل الناس على لعن علي - رضي الله عنه - على المنابر وهو من هو في الفضل وهذا يعني أن أولئك السلف وأهل العلم من بعدهم الذين أثنوا عليه ذلك الثناء البالغ، قد مالؤوه على الظلم والبغي واتفقوا على الضلال وهذا مما نزهت الأمة عنه بنص
حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - (إن أمتي لاتجتمع على ضلالة) . (?)
ومن علم سيرة معاوية - رضي الله عنه - في الملك، وما اشتهر به من الحلم والصفح، وحسن السياسة للرعية، ظهرله أن ذلك من أكبرالكذب عليه.
فقد بلغ معاوية - رضي الله عنه - في الحلم مضرب الأمثال، وقدوة الأجيال قال: عبد الملك بن مروان وقد ذكر عنده معاوية: (ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه) . (?)
وقال قبيصة بن جابر: (ما رأيت أحداً أعظم حلماً، ولا أكثر سؤدداً، ولا أبعد أناة، ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية) . (?)