فجعل ينظر إليهما ظناً (?) منه أن هذا هوالمقصود من قوله تعالى: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} (?) ، واختلف الصحابة إلى فريقين في فهم قصد
النبي - صلى الله عليه وسلم - من قوله: (لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة) (?) ، فصلى فريق منهم في الطريق، وفريق آخر لم يصل إلا في بني قريظة. كما حصل لبعضهم - رضي الله عنهم - بعض المخالفات متأولين، كما في قصة حاطب ابن أبي بلتعة - رضي الله عنه - (?) ، وقصة خالد - رضي الله عنه - مع بني جذيمة (?) في حوادث كثيرة يطول ذكرها، ومع هذا لم يؤثمهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أغير الأمة على دين الله، لأن أخطاءهم نشأت عن اجتهاد أو تأويل، قد رفع الحرج فيه عن الأمة.
ولهذا لم يكن اختلاف الصحابة - رضي الله عنهم - في مسائل الاجتهاد سبباً في تفرقهم، وتنازعهم، وتحزبهم.
قال الامام قوام السنة: «إنا وجدنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنهم اختلفوا في أحكام الدين، فلم يفترقوا، ولم يصيروا شيعاً،
لأنهم لم يفارقوا الدين، ونظروا فيما أذن لهم» . (?)
فإذا كان التنازع منتفياً في حقهم، بل الثابت عنهم هو التآلف