وقد نقلتُ في كتابي: ((فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة)) جملةً من النقول عن بعض مَن وصفهم بأنَّهم نواصب تشتمل على توقير أهل بيت النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومحبَّتهم وموالاتهم، والنقل عن ابن كثير (ص:37) وعن ابن القيم (ص:35) ، وأمَّا الذهبي فقد قال في تذكرة الحفاظ (1/9) : ((علي بن أبي طالب أبو الحسن الهاشمي، قاضي الأئمَّة وفارس الإسلام وخَتَن المصطفى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كان مِمَّن سبق إلى الإسلام ولَم يَتَلَعْثَم، وجاهد في الله حقَّ جهاده، ونهض بأعباء العلم والعمل، وشهد له النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالجنَّة، وقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) ، وقال له: (أنت منِّي بِمنزلة هارون من موسى، إلاَّ أنَّه لا نبِيَّ بعدي) ، وقال: (لايحبُّك إلاَّ مؤمن ولا يُبغضك إلاَّ منافق) ، ومناقب هذا الإمام جَمَّة أفردتُها في مجلد، وسَمَّيتُه بـ (فتح المطالب في مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه) ، وكان إماماً عالِماً متحرِّياً في الأخذ؛ بحيث إنَّه يستحلف مَن يُحدِّثه بالحديث)) .
أَفَمِثل هذا الكلام يقوله ناصبيٌّ، كما زعم المالكي؟!
وأمَّا شيخ الإسلام ابن تيمية الذي له نصيبٌ كبير من حقد المالكي وذمِّه، والذي زعم زوراً أنَّه يُبغض عليًّا رضي الله عنه، فله كتاب ((فضل أهل البيت وحقوقهم)) ، وهو مطبوع، ونقلتُ عن هذا الإمام عدَّةَ نقول في كتابي المشار إليه في (ص:33 ـ 35) ، و (ص:44) ، ومن ذلك قوله ـ رحمه الله ـ في العقيدة الواسطية: ((ويُحبُّون (يعني أهل السُّنَّة والجماعة) أهلَ بيت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويتوَلَّوْنَهم، ويحفظون فيهم وصيَّة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيث قال يوم غدير خُمّ: (أُذكِّرُكم الله في أهل بيتِي) ... )) إلى أن قال: ((ويتبرَّؤون من طريقة الروافض الذين يُبغضون الصحابةَ ويَسبُّونَهم، وطريقةِ النَّواصب الذين يُؤذون أهلَ البيت بقول أو عمل)) .