ورد الْفُرُوع إِلَى الْأُصُول لهَذَا النَّوْع من الضَّرُورَة وَمثل هَذَا لَا يُوجد فِي المعتقدات لِأَنَّهَا محصورة محدودة قد وَردت النُّصُوص فِيهَا من الْكتاب وَالسّنة فَإِن الله تَعَالَى أَمر فِي كِتَابه وعَلى لِسَان رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم باعتقاد أَشْيَاء مَعْلُومَة لَا مزِيد عَلَيْهَا وَلَا نُقْصَان عَنْهَا وَقد أكملها بقوله {الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ} فَإِذا كَانَ قد أكمله وأتمه وَهَذَا الْمُسلم قد اعتقده وَسكن إِلَيْهِ وَوجد قَرَار الْقلب عَلَيْهِ فبماذا يحْتَاج إِلَى الرُّجُوع إِلَى دَلَائِل الْعقل وقضاياه وَالله أغناه عَنهُ بفضله وَجعل لَهُ المندوحة عَنهُ وَلم يدْخل فِي أَمر يدْخل عَلَيْهِ مِنْهُ الشُّبْهَة والإشكالات ويوقعه فِي المهالك والورطات
وَهل زاغ من زاغ وَهلك من هلك وألحد من ألحد إِلَّا بِالرُّجُوعِ إِلَى الخواطر والمعقولات وَاتِّبَاع الآراء فِي قديم الدَّهْر وَحَدِيثه
وَهل نجا من نجا إِلَّا بِاتِّبَاع سنَن الْمُرْسلين وَالْأَئِمَّة الهادية من الأسلاف الْمُتَقَدِّمين
وَإِذا كَانَ هَذَا النَّوْع من الْعلم لطلب زِيَادَة فِي الدّين فَهَل تكون الزِّيَادَة بعد الْكَمَال إِلَّا نُقْصَانا عَائِدًا على الْكَمَال مثل زِيَادَة الْأَعْضَاء والأصابع فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ
فليتق امْرُؤ ربه عز وَجل وَلَا يدخلن فِي دينه مَا لَيْسَ مِنْهُ وليتمسك بآثار السّلف وَالْأَئِمَّة المرضية وليكونن على هديهم وطريقهم وليعض عَلَيْهَا بنواجذه وَلَا يوقعن نَفسه فِي مهلكة يضل فِيهَا الدّين وَيشْتَبه عَلَيْهِ الْحق وَالله حسيب أَئِمَّة الضلال الداعين إِلَى النَّار وَيَوْم الْقِيَامَة لَا ينْصرُونَ