والحج1، ولكن الله شد بعزيمته الدين فقاتل أهل الردة فقاتل أهل الردة وأثر فيهم2 بالقتل وأبادهم واستأصل خضراءهم3، حتى ألقى الله في قلوبهم من الهيبة والفشل منه ما كان في قلوب الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم حتى قال شاعرهم:
ألا عللاني قبل جيش أبي بكر ... لعل منايا نا قريب ولا ندر
لعل جيوش المسلمين وخليهم ... ستطرقنا قبل الصباح من الفجر4
فكيف لا يصلح للخلافة من هذه صفته، هذا وقد كان مقدماً في الجاهلية تحتكم إليه العرب وترضى بحكمه وقوله5. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخلوا به ويستشيره في كثير من أمور التي أمر الله أن يستشير بها6بقوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ} 7، ولا يستشير إلا من يحمد لذلك بالعقل والعلم.