والدليل عليه ما روي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما يسرني بهذه الآية الدنيا وما فيها {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} 1 يقول لا تيأسوا من رجمة الله أنه لا توبة لكم {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} يعني الشرك والقتل والزنا الذي ذكر الله في سورة الفرقان2 {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ،وقال قوم: إنها لم تنزل بسبب وحشي لأنها مكية، ووحشي أسلم بعد ذلك بعد قتل حمزة بالمدينة، وبين نزولها وإسلامه قدر عشرين سنة، ولكنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل لي من توبة، فقال له نعم وقرأ عليه هذه الآية3.
ويدل على ما قلناه قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً} 4.
ويدل على ما قلناه قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} 5 وهذا عام، ويدل على ما قلناه قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ