الكتاب والسنة وإجماع الأمة والعقل، أما الكتاب فقوله تعالى: {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} 1، وقال في آية أخرى: {يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} 2، وقال في آية أخرى: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} 3، وقال في ثلاث آيات من البقرة: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَة} 4، ولا يجوز أن يقال قال الله ما لم يقله حقيقة.
وأما السنة فالخبر الذي مضى ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله قرأ طه ويس قبل أن يخلق الخلق بألفي عام" 5، وقد ذكره الغزالي في الإحياء وهو مشهور بالسنن فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ سورتين.
وأما الإجماع فإن أحداً من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء إلى أن حدث ابن كلاب والأشعري ومن تابعهما أطلقوا اسم القرآن على هذه السور والآيات، وقالوا من قال بخلقه فهو كافر، وقد كان حدث الكلام في خلقه ولا يعرف أحد القرآن القائم بذات الله حتى أحدث ذلك ابن كلاب6.
وأما دليل العقل: فإنا نقول لهم لم قلتم: إذا كان القرآن سوراً وآيات وله 7 فواتح وخواتم كان مخلوقاً، فإن قالوا لأن هذا صفة الكلام المخلوق لبني آدم، قلنا لهم: هذا جمع بين الشاهد والغائب من غير دليل ومعنى موجب للجمع بينهما ولو كان هذا صحيحاً، قلنا: إن الله فاعل للأشياء