مجاهد: "يسلك التكذيب والضلال"1 أي يدخله في قلوب المجرمين يقال سلكه وأسلكه لغتان يقال: سلكت الخيط في الإبرة إذا أدخلته فيها2، قال الشاعر:
… … … … وقد سلكوك في أمر عصيب3
ويدل على صحة ما لنا قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ} 4، فأخبر سبحانه أنه زين للذين لم يؤمنوا أعمالهم وهو ضلالهم وكفرهم فهم لذلك يعمهون ويترددون في ضلالهم5، وهذا بخلاف ما أخبر الله عن صنعه بالمسلمين6 بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ} 7 والطاغوت الأوثان8، {وَأَنَابُوا} أي رجعوا عن عبادة الأوثان إلى عبادة الله {لَهُمُ الْبُشْرَى} يعني الجنة {فَبَشِّرْ عِبَادِ} أي بالجنة، ثم وصفهم فقال: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ} يعني القرآن