هؤلاء1 الأئمة شيء من هذه التأويلات التي أوردها هذا المخالف، وإنما ذلك من تخيلات المعتزلة والقدرية وتأويلاتهم الفاسدة التي يرومون بها صرف القرآن عن ظاهره الذي يشهد على بطلان مذهبهم الفاسد، والذي ذكره المفسرون المعتمد على تفسيرهم من الصحابة والتابعين أن الأكنة على القلوب: هي الغشاوة والأغطية عليها، وهي معنى الختم والطبع عليها عن الإيمان الهدى بدليل قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوه} وهذا يراد به عدم فقههم وفهمهم2 لمعاني القرآن المودعة في القرآن3، ولو كان المراد به ما ذكره المخالف من منعهم من أذى النبي صلى الله عليه وسلم لما كان لذكر فقههم معنى، ولقال: أن يسمعوه.

ويدل على بطلان تأويله أن النوم وغيره من الموانع عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم لا تسمى أكنة على القلوب ولا وقراً في الآذان، بل تسمى شاغلاً ومانعاً عن الأذى، وهذا المعنى الذي ذكره معلوم بقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس} 4 وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم تحرسه أصحابه حتى نزلت هذه الآية: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس} فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى أصحابه بالليل وقال: "يأيها الناس انصرفوا5 فقد عصمني الله من الناس"6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015