ذلك ولا يسمى ذلك إجباراً أو قهراً، وقد أخبر1 عن تفضله بذلك على المؤمنين فقال: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً} 2، وقال في آية أخرى: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} 3. فهذا ما أخبر عن لطفه بالمؤمنين وتنوير قلوبهم وتأييدهم بالإيمان مع ما أخبر الله عن فعله ضد ذلك بقلوب الكفار والمنافقين4 كقوله: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ} 5، قوله6 تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} 7، وقوله في آي كثيرة {طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} 8.

وسأبين فساد تأويله في الختم والطبع في موضعه إن شاء الله9.

ويقال في تقريب هذا الدليل للقدري: هل يقدر الله على فعل يفعله بالعبد يختار العبد لأجله الإيمان على الكفر والطاعة على المعصية؟ فإن قالوا: نعم يقدر على ذلك، رجعوا إلى قولنا وقول جماعة الموحدين ما شاء الله كان10 وفارقوا قولهم الفاسد، وإن قالوا: لا يقدر، قلنا: فأنتم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015