ويلخص لنا الإمام العمراني - رحمه الله - منهجه في كتابه بعد ذكره المعتزلة وتلبيسهم على العوام ومن لا خبرة له بمذهبهم بقوله: "فاستخرت الله سبحانه على كشف تلبيسهم وإظهار تدليسهم بهذا الكتاب وجعلته فصولا كل فصل فيه يشتمل على ذكر فائدة منفردة ليقرب على قارئه أخذ الفائدة منه وقدمت ذكر مذهب أصحاب الحديث جملة ثم الأصول التي بنى أصحاب الحديث أقوالهم عليها فقد ذكرت الآيات والأدلة التي استدللت بها1 على خلق الله لأفعال العباد وعلى الإرادة والتعديل والتجويز وما أورده هذا المعترض عليها بدامغه2 فأجبت عما ذكر من الأدلة وتركت من كلامه ما لا فائدة تحته إلا الأذية وقدمت الأهم فالأهم، ثم ذكرت بعد ذلك المسائل التي وقع فيها الخلاف بين أصحاب الحديث والمعتزلة والقدرية والأشعرية وما حضرني من الأدلة من الكتاب والسنة التي نقلها أئمة الحديث في أصولهم المشهورة كالإمام البخاري والترمذي ومحمد بن الحسين الآجري واللالكائي وغيرهم