ثم قال هذا المخالف: إن الله لا يفعل القبيح لغناه عن فعله ولعلمه بقبحه.

فنقول له: هذا خلف في الكلام، هو1 مستغن عن الحسن والقبيح وهو مستغن عن الدنيا والآخرة وما فيها وقد خلقهما الله، ويلزمك على هذا أن تقول: إنه يخلق2 الأفعال الحسنة لأنه عالم بحسنها3.

وأما الجواب عن قوله: إن التطهير يحمل على الزيادة في التسديد والتوفيق4، فغير صحيح؛ لأنه لا دليل له على أن الزيادة في التوفيق تسمى تطهيراً في اللغة ولا في الشرع، وإنما حمله على وفق مذهبه وهذا تبديل لا تأويل؛ لأن الطهارة في القرآن على وجوه منها: الطهارة عن الجنابة بقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا} 5، والطهارة تقع على انقطاع دم الحيض لقوله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} 6 قرئ بالتخفيف أي حتى ينقطع7 دمهن، وقرئ بالتشديد فيكون المراد به التطهير بالماء8 كقوله فيهن: {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} أي بالماء {فَأْتُوهُنَّ} .

والطهارة تقع على الطهارة من أنجاس بني آدم من الغائط والبول والحيض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015