فانكفأت إلى امرأتي فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمصا شديدا، فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: لا تفضحني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبمن معه، فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا، وطحنا صاعا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك، فصاح النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بكم" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء"، فجئت وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدم الناس، حتى جئت امرأتي فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت، فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك، ثم قال: "ادع خابزة فلتخبز معي واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها" وهم ألف، فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو.
وأخرجه مسلم (2039) كتاب (الأشربة) باب (جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك وبتحققه تحققا تاما، واستحباب الاجتماع على الطعام) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، حدثني الضحاك بن مخلد من رقعة عارض لي بها ثم قرأه علي، قال: أخبرناه حنظلة بن أبي سفيان به.
230 - 3/ 40 (4349) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: ثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما أتاه وفاة جعفر رضي الله عنه عرفنا في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحزن، فدخل عليه داخل فقال: يا رسول الله إن النساء قد فتننا، أو غلبننا. قال: "فارجع إليهن فاسكتهن". فذهب ثم رجع إليه، فرده ثلاث مرات، قال: "فارجع إليهن فإن أبين فاحث في أفواههن التراب" قالت عائشة رضي الله عنها: فقلت في نفسي للرجل: أبعدك الله، إني لأعلم ما أنت بمطيع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما تركت نفسك حتى عرفت إنك لا تستطيع أن تحثي في أفواههن