سليمان شاه ملكا فلم تطل أيامه حتى عزلوه وولوا ابن أخت سنجر محمود خان وتفرقت الأمور واستحوذ كل إنسان منهم على ناحية من تلك الممالك وصارت الدولة دولا» [1] .
وزاد العماد الأصفهاني على ذلك فقال: «ثم استولى الأمير أي آبه بنيسابور وأخذ محمود خان وأعدمه وتولى الأمور وبقي الغز بمرو وبلخ وسائر البلاد ضالين عن نهج الرشاد عابدين للجور جائرين على سائر العباد» [2] . وروى السمعاني نفسه شيئا من حوادث تلك الفترة التي امتدت حتى سنة 555 هـ وإنه شارك في بعض أحداثها فقال في حديثه على سنج: «هي قرية من قرى مرو على سبعة فراسخ منها..
نزل عسكر الغز لمحاصرة حصن بها شهرا كاملا وكانوا يحاربون أهل الحصن فلم يقدروا عليها في رجب سنة خمس وخمسين وخمسمائة، ثم حاصروها غير مرة شهرين وثلاثة إلى أن صالحوها بعد جهد في جمادى الأولى سنة 555 وكنت المتوسط فيه» [3] .
فإذا افترضنا أن السلطان سنجر لم يقتله فلعل الغز أخذوه وحبسوه ثم صادروه وقتلوه في حدود سنة 560 هـ لأنه كان متقلدا رئاسة سرخس للسلطان سنجر والحبس والمصادرة. وإتلاف المهج إذا ذاك لم يكن غريبا. ولو كان الأمر كذلك لما أغفل السمعاني ذكره وعندها يصبح قول العزاوى متناقضا: «إننا لا نشعر منه ما يدعو للتنديد بالسلجوقيين وقد عاملوا والده بأقسى المعاملة ورأى منهم ما رأى فلم يظهر حنقا أو غيظا كأنه بعيد منه أو أنه لا يمت إليه بصلة» [4] لأنه لم يتعين لدينا ذلك على وجه التحقيق. بيد أن عبارة السمعاني صريحة في أن السلطان تغيّر رأيه عليه فحبسه سنة 545 هـ ثم قتل بمرو بقرية سنج. فإذا كان العمراني