تاسع عشر: البعد عن الفتن قدر المستطاع:

فالفتنة في هذه الأزمان قائمة على أشدها؛ سواء فتنة الشهوات أو الشبهات؛ فالبعد عنها نجاة وسلامة، والقرب منها مدعاة للوقوع فيها.

قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواها» (?) قال ابن الجوزي - رحمه الله -: من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه (?) .

وقال: فإياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة؛ فإن الهوى مكايد، وكم من شجاع في الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب (?) .

وقال: " ما رأيت فتنة أعظم من مقاربة الفتنة، وقل أن يقاربها إلا من يقع فيها، ومن حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه " (?) وقال ابن حزم - رحمه الله -:

لا تلم من عرَّض النفس لما ... ليس يرضي غيره عند المحن

لا تقرب عرفجاً من لهب ... ومتى قربته ثارت دُخَنْ

(?)

وقال:

لا تتبع النفس الهوى ... ودع التعرض للمحن

إبليس حيٌّ لم يمت ... والعين باب للفتن

(?)

وقال الشيخ أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني - رحمه الله تعالى-:

من قارب الفتنة ثم ادعى الـ ... عصمة قد نافق في أمره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015